الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

الخجل عند الطفل يعززه الوالدان باعتباره سلوكا مؤدبا






الخجل عند الطفل يعززه الوالدان باعتباره سلوكا مؤدبا



     الأطفال الخجولون غالبا ما يتجنبون الآخرين وبخاصة مجتمع الكبار، وهم عادة جبناء ويخافون بسهولة، أما في المواقف الاجتماعية فهم لا يأخذون زمام المبادرة في أي شيء، وهم صامتون أو يتحدثون بصوت خافت ،متجنبين الاتصال البصري مع الآخرين.وإذا نظرنا لهم في المدرسة وفي الصف بالتحديد فهم نادرا ما يكونون مشاغبين أو مثيرين للمتاعب ،فهم بذا يعانون من مشكلة الخجل دون أن تتم ملاحظتهم، وهناك قطاع كبير من الراشدين يعززون هذا السلوك باعتباره سلوكا جيدا ومؤدبا.

      إن هؤلاء الأطفال اقل ميلا للتحدث والانسجام مع غيرهم ولو راقبنا طريقة اللعب للطفل نجد أن بعضهم ينسجم في النشاطات الفردية . الطفل الخجول يعرف بأنه حساس حتى من نفسه، وضعيف الاتصال ولا يستطيع تقديم نفسه بشكل جيد أي لا توجد لديه القدرة على الاتصال مع الآخرين ويحب الابتعاد عن المواقف الاجتماعية مع شعور بالنقص محملا نفسه اعتقادا بان الآخرين يفكرون به بشكل سيئ، وأنه إذا اتصل اجتماعيا مع الآخرين فسوف ينتهي به الامر إلى خبرات مؤلمة. ويصاحب هذا السلوك الارتباك وعدم القدرة على التعبير (محدودية اللغة) ونرى الكثير من الأطفال لا يشاركون في المدرسة والمجتمع المحلي لكنهم يتصرفون بشكل مناسب في البيت،لكن هناك أطفالا خجولين في البيت أيضا .

  أسباب الخجل :
-الحماية الزائدة من الوالدين: إن الطفل الذي يتمتع بوالدين يسعون إلى جعله اعتماديا من خلال التربية الخاطئة يصبح خلالها الطفل أكثر هدوءا وسلبية، إضافة إلى الفرص القليلة المتاحة له للتعبير عن ذاته والانطلاق مع الأقران،وبالتالي فهو طفل غير خبير ولا يعرف مهارات كثيرة قد تعلمها وأتقنها أقرانه مما يؤدي إلى الابتعاد عن الزملاء من نفس السن ،لأنه لا يستطيع الأخذ والعطاء أو التفاوض في علاقاته مع الآخرين.

- النقد: إن الآباء الذين يكررون النقد لتصرفات الأبناء ينشأون أطفالا مترددين وخجولين ونتيجة لهذا النقد الزائد غالبا ما يكون هناك طفل خائف وخجول.
- السخرية: الأطفال الذين يتعرضون للسخرية من قبل الراشدين من الوالدين أو الأخوة ...الخ يتجنبون الاتصال الاجتماعي بذلك يتجنبون سخرية الراشدين مما يعكس لنا حساسيتهم العالية وخوفهم من أن يكونوا موضعا للحكم أو النبذ أو الإحراج.

-المزاج أو الإعاقة الجسمية: يبدو أن قضية الخجل تصاحب الأطفال منذ الولادة "خجل تكويني أو وراثي" الدليل على ذلك أن بعض الأطفال أكثر ميلا للضوضاء والانطلاق وآخرين أكثر ميلا للهدوء. وقد يستمر هذا النمط مع الأطفال لآخر حياتهم،أما الإعاقة الجسمية فهي كفيلة بان تجعل من الطفل أكثر حساسية لأنه مختلف عن الأطفال في المدرسة والحي والبيت أيضا،وبالتالي فهم سيتجنبون الآخرين.

- نموذج الوالدين :  الأبوان الخجولان ينجبان أطفالا خجولين فهم مزيج من وراثة وبيئة تجعل الطفل مهيئا لان يكون صاحب نمط يقوم على الخجل مقلدين بذلك الوالدين.

وللتعامل مع هؤلاء الأطفال بخطوات علاجية يجب أن نكافىء أي مهارات اجتماعية جديدة يفعلها الطفل مستخدمين مثلا نظام النقاط(المكافآت) حيث يجب أن يستمر للسلوك الأكثر صعوبة ،فإذا اقترب الطفل من زميله في الشارع أو المدرسة يأخذ نقاطا لكن ليست بالقدر الذي يفتح فيه باب البيت ويستقبل الضيوف،والتدريب على هذا السلوك الذي قد يبدو سهلا لدينا يتطلب الآتي:

 إعطاء المعلومات ،وتشجيع الجرأة وتعزيزها حيث أننا نعلم الطفل التعبير عن ذاته وكسر حاجز الخوف ، ومن الأهمية تعليم الطفل أن يقول"لا" حينما لا يكون راغبا في العمل .ايضا إشراك الطفل في مجموعات لعب موجهة  مع أطفال اصغر واقل خجلا تكون الخطوة الأولى للاتصال مع الرفاق،ويجب أن يتحدث الوالد أو المرشد مع الطفل حديثا ايجابيا عن الذات ،ويدربه على التفكير الايجابي، وتجريب السلوك الجديد.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق